أم حجيّم والصكلة أسماء غادرت الذاكرة

بعد تذكر الماضي ولو للحظة ونسيان الحاظر بنفس المدة
اعادتني الذكريات الى تلك الالعاب
الرياضية التي غابت عنا

(أم حجيّم والصكلة وجيرابحاس أسماء غادرت الذاكرة)

تتوضح حالة الانتماء الأمثل للهوايات وسد الفراغ في المناطق التي لم تغزوها معالم الحضارة بعد أو تلك التي ما زالت تغسل أيامها بطيف الأيام الخوالي والعابها الجميلة .

وفي وقت كان فيه جهاز التلفزيون سلعة كمالية ولم يدخل الفيديو والسي دي والبلي ستيشن والعائلة الالكترونية الأخرى بيوتنا في الخمسينيات والستينيات كانت الالعاب الشعبية المتداولة آنذاك سمة تكشف رحلة يوم يمر بطقوس لاتنسى في الذاكرة العراقية ..
وحينما يلف الظلام عباءته على الدروب والطرقات وتنحسر فيه الأضواء يركن صبية الطرق الى ساحة مجاورة لحيهم يتسامرون فيها ويمضون ساعات طوالاً بين جنباتها وهم أكثر متعة والتصاقاً بما كان يجري لايهمهم هم او ينشغلون بأمر جلل قد يحمله لهم اليوم التالي !
العاب بسيطة وعلاقة مثلى أساسها البراءة والمحبة والانتماء للواقع الذي توغل في حياتهم وارسى قواعد وحكايات لاتنسى .
هل تذكرون معي لعبة أم حجيم ؟ أجزم ان شباب اليوم الذين اعتادت اعينهم ان تشاهد آخر مبتكرات التكنولوجيا والعاب ما أنزل الله بها من سلطان لايعرفون هذه اللعبة .. وربما ألعاب اخرى ساذكرها هنا من باب العودة لما ضينا وتراثنا الذي مر كالسحاب .
لعبة أم حجيم ياسادة ياكرام كانت سيدة الالعاب اليومية ، لمختلف الصبية في مناطقنا الشعبية ولها قواعد وأصول ومن يخل بها فانه يعد خاسراً ويترك الساحة المخصصة لهذه اللعبة .
ويتبارى فريقان من ابناء المنطقة الواحدة او بين محلتين متجاورتين يضم كل فريق عدداً من الصبية يتوزعون على المساحة المخصصة لكل فريق ..
وقبل اجراء المباراة يتم رش المكان المخصص لاجرائها وتخطط اجزاء الملعب بما يشبه ملعب الكرة الطائرة ويحتل كل فريق احد طرفي الملعب .
ويتقدم لاعب معين من الفريق الأول على قدم واحدة فيما يمسك القدم الثانية باحدى يديه ليتدافع مع لاعبي الفريق الآخر الذين يتحركون بقدم واحدة أيضاً .
وفي حالة سقوطه على الأرض او استخدامه القدم الثانية في أداء اللعبة يعد خاسراً ليتقدم لاعب ثان بدلاً عنه أما أذا تمكن من اسقاط أحدهم فأن لاعب الفريق الخصم يترك المكان وهكذا حتى تنتهي المباراة بفوز أحد الفريقين على ضوء ما تبقى من اللاعبين ..
وبالأمكان اجراء اشواط عديدة لهذه اللعبة التي تدفع الصبية الآخرين وممن تستهويهم تلك الالعاب من ابناء المحلة لمشاهدة هذه المنافسة وتشجيع طرفي اللعبة وسط ضحكات بريئة ومرح لا ينقطع هديره حتى ساعات الليل المتأخرة ..
وتحتاج هذه اللعبة الى صبر ومطاولة وسواعد قوية ومدربة تكتسب خبرتها من لقاءات يومية تمنح الق التواصل مع الكثير من الالعاب الأخرى التي تكتنز في الذاكرة .
وتبقى العاب غائبة كالجعاب والدعبل وعظم الضاع وجير ابحاس وغميضة الجيجو والشطيط وغيرها سيدة الموقف في زمن غابت فيه وسائل اللهو والمتابعة والمتعة .
ومن الالعاب الأخرى التي اشير لها وكان لها حضورها في الذاكرة الخصبة لصبية الأمس لعبة ( الصكلة) التي تعتمد على الحصى والمربعات المرسومة على الأرض.
وتوضع قطع الحصى على أركان المربعات التي يرسمها المتبارون وتستخدم الأصابع في أمرار الحصاة وكسب جولات السباق حيث يشترك الصبية من كلا الجنسين في ممارسة هذه اللعبة التي كانت ذائعة الصيت حتى بداية العقد السبعيني ..
ومن طقوس هذه اللعبة رمي الحص الى الاعلى ونقل القطع الأخرى تباعاً حسب قواعد اللعبة التي غابت عنا تدريجياً وبقيت ملامحها اشبه بسراب واطلال نرثي ايامه الخوالي .
وبين البلي ستيشن وابناء جلدته من الالعاب الأليكترونية الأخرى القابلة للزيادة والعاب الأمس التي تعتمد على البساطة جذر متصل وخيوط تحكي فصولا من رحلة الالعاب من الألف الى الياء وهذا غيض من فيض .

اتمنى اني قد افتدكم وعرفتكم على هذه الالعاب التي هي جزء من اجزاء تراثنا

اللعبه حلوة تعلمنا الصبر
والاصرار
مشكوووووووور جدا ياغزاله الرافدين

عفوا

وشكرا على المرور العطر والرد الطيب اسعدني تواجدك في موضوعي